رقيق المشاعر
عدد المساهمات : 286 نقاط : 772 تاريخ التسجيل : 09/10/2010
| موضوع: هل أنت مديرة المنزل أم خادمته؟ الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 6:50 am | |
| بسم الله الرحمان الرحيم هل أنت مديرة المنزل أم خادمته؟
جانيت ديتمر من كتاب ماذا تفعل امرأة ذكية مثلك في المنزل ؟
خلالفترة الطفولة كنت وصديقاتي نحلم بأن تكون لكل واحدة منّا خادمة، ولمنفكِّر مطلقاً في أن نؤدي دورها، والسبب واضح؛ لأنَّنا لم نكن نرغب في عملكئيب ومتكرر ومحتقر، علاوة على أنَّ عائده قليل رغم صعوبته
بعد أن رزقتُ بالأطفالوجدت نفسي أقوم بدور الخادمة، إذ أقوم بالتقاط ملابسهم ولعبهم وكتبهموأحذيتهم وغيرها من الأرض، وتتكرر هذه العملية عدَّة مرات في اليوم، كماأتقبّل الأوامر من أطفالي، أحدهم يأمرني بإحضار كأس من الحليب، والآخريأمرني بإحضار لعبة،وغير ذلك من طلبات الأطفال التي لا تنتهي، وفعلاًشعرتُ بأنّني الخادمة بينما جميع أفراد الأسرة يتمتعون بحياتهم.
والآن قررتُ أنأترك القيام بدور الخادمة وأقوم بدور المديرة. المديرون محترمون؛ وذلكلأنّ طبيعة أعمالهم تتطلّب توفّير المسؤولية والقدرات والمهارات، علاوةعلى أنَّ لديهم المقدرة على جعل الأعمال اليومية بالمؤسسة تحقق أهدافها،كما يقومون بالتخطيط لإنجازمهامهم. كما أنَّ المديرين يجعلون كل فرد فيالعمل يشعر بأهميته وقيمته، ويشجّعونه على العمل مع زملائه لتحقيق أهدافالمجموعة.
لم يكن تحوّلي من خادمة إلى مديرة سهلاً؛ وذلك لأنَّالأمر تطلّب إقناع نفسي أولاً بهذا التحوُّل؛ وذلك لأنَّه كان يراودنيالتفكير في الاستمرار في القيام بدور الخادمة بدلاً من الدخول في مهمةجديدة تتطلَّب تعليم الأطفال وتدريبهم على القيام بالأعمال المنزلية؛لأنَّ قيامي بها يعني إنجازها بسرعة وبصورة أفضل، وبدون أيِّ تذمُّر منأفراد الأسرة، ولكن كمديرة فإنّ الأمر يتطلّب مشاركة الآخرين، وهذا يعنيتعاون أفراد الأسرة وتحمّلهم للمسؤولية.
وكمديرة لم أكنفقط أصدر الأمر لتنفيذ العمل، بل كنتُ أقوم بذلك وفق برنامج وجدول، فمثلاًبإمكاني أن أغسل الملابس في الصباح أو المساء كل يوم أو مرَّة في الأسبوع،ويقوم الأطفال بدور ترتيب الملابس بعد غسلها.
وكمديرة كانت أسرتي تشغل اهتمامي الأول، وكنت أرغب فيأن يعرف أفراد أسرتي بأنّني عندما أطبخ أو أغسل الملابس أو أجعل المنزلنظيفاً، فإنّني أرمي إلى جعل المنزل بيئة طيّبة صالحة للحياة الكريمة،وعليهم المساعدة بالأعمال المنزلية، ليس بهدف إرضاء والدتهم وطاعتهافحسب.. وإنّما للفائدة المتمثلة في جعل البيت أكثر راحة للجميع.
عندما قمت بدورالخادمة كان أطفالي يأمرونني بما يأمرون به الخادمة، وحينما قمت بدورالمديرة كانوا يعاملونني باحترام؛ لإبداعي في عملي. كان أطفالي يرحِّبونبوجودي في مكان الخادمة، إلا أنّهم أصبحوا في غاية السعادة لإرشاداتيوتعليماتي عندما قمت بدور المديرة،وأنا كذلك مغتبطة لاختياري دور المديرةبدلاً عن دور الخادمة. فمن الأفضل إنجاز عمل يتطلب الأداء الجماعيوالتعاون والاحترام المشترك بين أفراد الأسرة.
وعندما كنت أقوم بدور الخادمة في المنزل كان الناس مصدرمشكلتي، بيد أنّه عندما قمت بدور المديرة ـ الذي كان يتضمن توجيه أفرادأسرتي وتشجيعهم على العمل بتجانس ـ أصبح النَّاس هدفي!
| |
|